نام کتاب : النص على أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 302
وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن هو أبعد منه في نسبه وأولى أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه كان مولى . والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها أولى كان لذلك مولى . وإذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجرى ( 1 ) . * وذكر الأميني في غديره رجوع المعاني كلها ( 26 ) إلى الأولى مفصلا وقال : اذن فليس المولى إلا معنى واحد وهو الأولى بالشئ ، وتختلف هذه الأولوية بحسب الاستعمال في كل مورده ، فالاشتراك معنوي وهو أولى من الاشتراك اللفظي ( 2 ) . * وقال السبط ابن الجوزي بعد ذكر المعاني العشرة للمولى : وإذا ثبت هذا لم يجز حمل لفظة المولى في هذا الحديث على مالك الرق لان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن مالكا لرق علي ( عليه السلام ) حقيقة . ولا على المولى المعتق لأنه لم يكن معتقا لعلي ، ولا على المعتق لان عليا كان حرا ، ولا على الناصر لأنه ( عليه السلام ) كان ينصر من ينصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويخذل من يخذله . ولا على ابن العم لأنه كان ابن عمه ، ولا على الحليف لان الحليف يكون بين الغرماء للتعاضد والتناصر وهذا المعنى موجود فيه ، ولا على المتولي لضمان الجريرة لما قلنا إنه انتسخ ذلك ، ولا على الجار لأنه يكون لغوا من الكلام وحوشي منصبه الكريم من ذلك . ولا على السيد المطاع لأنه كان مطيعا له يقيه بنفسه ويجاهد بين يديه ، والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة ، فتعين الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به . قال : وقد صرح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن السعيد الثقفي الأصبهاني في كتابه المسمى بمرج البحرين ، فإنه روى هذا باسناده إلى مشايخه وقال فيه : " فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت وليه وأولى به من نفسه فعلي وليه . فعلم أن جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر ودل عليه أيضا قوله ( عليه السلام ) ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهذا نص صريح في اثبات إمامته وقبول طاعته . وكذا قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " وأدر الحق معه حيث دار وكيف ما دار " ، فيه دليل على أنه ما جرى
1 - كنز الفوائد : 229 . 2 - الغدير : 1 / 370 .
302
نام کتاب : النص على أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 302