نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 67
وقال ابن عقبة : واجتمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ويمنعوه ممن أراد قتله ، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم ، فمنهم من فعله حمية ، ومنهم من فعله إيمانا ويقينا . فلما عرفت قريش أن القوم منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع المشركون من قريش وأجمع رأيهم : ألا يجالسوهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا مواثيق : أن لا يقبلوا من بني هاشم أبدا صلحا ، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل . فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء والجهد وقطعوا عنهم الأسواق فلا تركوا طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم إليه فاشتروه ، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] . وذكر ابن إسحاق القصة في دخولهم الشعب ، وما بلغوا من الجهد الشديد حتى كان يسمع أصوات صبيانهم يتضاغون من وراء الشعب من الجوع ، حتى كره عامة قريش ما أصابهم وأظهروا كراهتهم لصحيفتهم الظالمة . قال موسى بن عقبة : فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بني عبد مناف ومن بني قصي ، ورجال سواهم من قريش قد ولدتهم نساء من بني هاشم ، ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق ، وأجمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه ، وبعث الله عز وجل على صحيفتهم التي
[1] - راجع الطبقات الكبرى : 1 / 162 ذكر حصر قريش رسول الله ، وسيرة ابن هشا م : 1 / 296 ، وتاريخ ابن كثير : 1 / 504 .
67
نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 67