القدوة في حياة الشيخ النوري قدس سره مهمة الأنبياء والأوصياء سلام الله عليهم ايصال الانسان إلى أعلى مراحل الكمال ، وما خلق الله تعالى الانسان الاّ من اجل ان يكون كاملا ويجلس في منصب الخلافة الإلهية قال تعالى : { يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه } ( 1 ) وقال تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة ( 2 ) { . وتحصيل الكمال اما عطائي أو كسبي ، والأول منحة إلهية للمخلصين من عباده ، والثاني يأتي من عمل الانسان بتوفيق الله عز وجل وهم عباده المخلصون ، وجعل الكُمّل من عباده قوة لغيرهم من طالبي الكمال ، والكلّ مراتب ودرجات واعلى مراتب القدوة والكمال يكون في أعلى مراتب الكمال تتنزل في قوى النزول من المطلق الحق بصفاته الجمالية والجلالية كما في الحديث " تخلّقوا باخلاق الله " ، فالعقل الأول والنور المحمدي والحجاب الأقرب محمد وآله المعصومين سلام الله عليهم . وقد انحصرت فيهم حقيقة الكمال في كليات قوى النزول فلا يرتقي إليهم أحد من الموجودات ، ولا ينال مصابيحهم احدٌ من كمّل العارفين .
1 - الآية 6 من سورة الانشقاق . 2 - الآية 30 من سورة البقرة .