ضمنها تلك الاخبار الشريفة . حتى قال تلميذه الطهراني قدس سره : " وقد رافقه التوفيق واعانته المشيئة الإلهية حتى ليظن الناظر في تصانيفه ان الله شمله بخاصة الطافه ومخصوص عنايته ، وادخر له كنوزاً قيمة لم يظفر بها أعاظم السلف من هواة الآثار ورجال هذا الفن ، بل يخيّل للواقف على امره ان الله خلقه لحفظ البقية الباقية من تراث آل محمد عليه وعليهم السلام " ( 1 ) . وبطبيعي الحال فان جمع تلك الشاردات ، وشتات الاخبار ، وشذرات الحديث ونظم متفرقات الآثار ، وتأليف شوارد السير ، يلزم الجامع ان يتغافل عن اجتهاده ورأيه في الحديث - كما فعل ذلك من قبله - ويتركه إلى الآخرين ليبدوا آرائهم فيه ، وكما هي سنة السلف الصالح والسيرة الصالحة فان الجامع للاخبار عليه ان يبذل جهده بجمع تلك الروايات الشريفة ويقدمها للأجيال فلرب حديث ضعيف عند مجتهد صحيح عند غيره ، ولرب حديث صحيح عند مجتهد ضعيف عند غيره خصوصاً في الآداب والاخلاق والسيرة والتاريخ . وقد اتخذ البعض هذه المسألة نقطة ضعف في مؤلفات الشيخ النوري قدس سره وقال : " ان الغالب على تصانيفه كونها مؤلفة على نزعة أهل الحديث " ( 2 ) . ولسنا بصدد الدفاع عن الشيخ النوري قدس سره أو انتقاده ، فان المؤاخذة التي سجلت ليست ببعيدة ، ولكنها ليست بهذا الشكل الواسع ايضاً ويكفي مراجعة أقوال العلماء التي نقلها تلميذه الطهراني وغيره عن كتبه وبالخصوص كتاب المستدرك ، ويكفي كلمة العلامة المجدد الشيرازي قدس سره حول كتابه النجم الثاقب ، فان كتبه وان حوت بعض الروايات الغريبة أو الضعيفة والضعيفة جداً فان فيها من قوة التتبع والإحاطة والبرهان العلمي ما جعل باقي العلماء يمجدونها ويعدونها في مصادرهم
1 - راجع نقباء البشر : ج 2 ، ص 545 . 2 - حاشية الأنوار النعمانية : ج 2 ، ص 65 .