وهذا ما فعلناه سابقاً عند دراستنا منهج القمي قدس سره العلمي عندما كتبنا في حياته ( 1 ) وقد قلنا هناك : " ان تأثر هؤلاء الأفذاذ به وبهذا المقدار الكبير من التأثر لم يكن عن عاطفة جوفاء وصداقة عابرة ، بل لهم الحق في ذلك لأنه أعطاهم كل وقته ، ولم يترك شيئاً لنفسه دونهم بل فضلهم على نفسه وقدمهم على شخصه مع مقامه العلمي ووجاهته الاجتماعية " ( 2 ) . وقلنا هناك ايضاً : " ان شخصية الأستاذ القوية ، ومنهجه الايماني القويم ، وجاذبيته الشخصية والمدرسية جذبت أولئك التلاميذ الأفذاذ ، وخرّجت علماءاً يبقى الزمن يفتخر بهم ، ويبقى اتباع مذهب الحق يتباهون بوجود أمثالهم كالشيخ القمي والشيخ الطهراني صاحب موسوعة الذريعة وغيرها " ( 3 ) . وخلاصة الكلام ان هناك ثلاثة مراجع يستفيد منها الباحث ليشخص معالم مدرسة الشيخ النوري : 1 - المرجع الأول مؤلفاته . 2 - المرجع الثاني تلاميذه الذين تخرجوا على يديه واعتزوا بانتمائهم إليه . 3 - المرجع الثالث أقوال العلماء في حقه . وعند مراجعتنا لهذه المراجع الثلاث شخصنا هذه المعالم الأساسية لمدرسة النوري قدس سره ، والتي ترجع إلى عنصر واحد مشترك وهو اهتمامه بعلم الحديث وعلم الرجال . فكان ( ناقماً على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث والرجال ) ( 4 ) ، ولذلك اشتهر بلقب ( خاتمة المحدثين ) ، مع حصوله على ملكة الاستنباط
1 - لمحة من حياة العلامة الشيخ عباس القمي قدس سره ( المؤلف ) مخطوط . 2 - راجع : لمحة من حياة العلامة الشيخ عباس القمي قدس سره ( المؤلف ) : ص 23 ، مخطوط . 3 - راجع : لمحة من حياة العلامة الشيخ عباس القمي قدس سره ( المؤلف ) : ص 19 ، مخطوط . 4 - راجع أعيان الشيعة : ج 6 ، ص 143 .