السادس والعشرون : وروى عن محمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال سمعت أبا محمد عليه السلام : يقول : قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده وخليفتي من بعدي ، مختوناً ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر ، وكان اوّل من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقرّبين بماء الكوثر والسلسبيل ، ثمّ غسلته عمّتي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام فسأل محمد بن علي بن حمزة رضي الله عنه عن أمّه عليه السلام ، قال : اُمّه مليكة التي يقال لها في بعض الأيام سوسن ، وفي بعضها ريحانة ، وكان صقيل ونرجس أيضاً من أسمائها ( 1 ) . السابع والعشرون : وروى عن إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري ، قال : لمّا هَمَّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد النصب ، وكان مولعاً بقتل الشيعة ، فأخبرت بذلك ، وغلب علي خوف عظيم . فودعت أهلي وأحبائي ، وتوجّهت إلى دار أبي محمد عليه السلام لأودّعه وكنت أردت الهرب ، فلمّا دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه ، وكان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر ، فتحيّرت من نوره وضيائه وكاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف والهرب فقال : يا إبراهيم لا تهرب . فانّ الله تبارك وتعالى سيكفيك شرّه فازداد تحيّري ، فقلت لأبي محمد عليه السلام : يا سيدي جعلني الله فداك من هو ؟ فقد أخبرني عمّا كان في ضميري . فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ، وهو الذي يغيب غيبة طويلة ، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها عدلا وقسطاً . فسألته عن اسمه قال : هو سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيّه ، ولا يحلّ لأحد أن يسمّيه باسمه ويكنّيه بكنيته ، إلى أن يُظهر الله دولته وسلطنته ، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منّا اليوم الّا عن أهله ،