ومروان مثلا في ذلك الزمان . قال شاه ولي الله الهندي - الذي هو من أكابر علماء أهل السنة - في المقالة ( الوضعية ) : " فظهر لهذا الحقير ان الأئمة الاثني عشر رضي الله عنهم كانوا اقطاباً نَسَبيين ) من النسب ) وظهر انتشار التصوف مقارناً لانقراضهم ; ولكن العقيدة والشرع لا يمكن أن يؤخذا الّا من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم . وأما قطبيتهم فهي أمر باطني لا دخل له بالتكليف الشرعي ; وان نص وإشارة كل منهم على المتأخر بلحاظ هذه القطبية ، وان اُمور الإمامة التي يقولون بها راجعة إلى هذا المعنى الذي أطْلعوا بعض خلص أصحابهم عليها ; وبعد فترة تعمق قوم وحملوا قولهم على محمل آخر " انتهى . فمع هذه الشبهات والاحتمالات فليس هو بعيد أبداً أن لا يحتملوا صحة مذهب الإماميّة حتى مع رؤية أكثر هذه الأخبار الواضحة الصحيحة في كتبهم ; كما رأيت ان محيي الدين يقول بامامة كل امام من الأئمة عليهم السلام في الفتوحات ويصرّح بكل الأئمة الاثني عشر ، ولكنّه يعتقد ان الإماميّة هم أصل الضلالة ، وضلال أيّة فرقة من فرق المسلمين عندما تميل إليهم . وليس هذا الّا لأنّه يعتقد ان الإمامة من سنخ القطبيّة . ولهذا كان مبنى جميع أقطابهم إلى ذلك الوقت أن يرجعوا بالأحكام الظاهريّة إلى أحد الأئمة الأربعة : مالك ، وأبو حنيفة ، والشافعي ، وابن حنبل . الثالث ( 1 ) : انّنا نقلنا بعض تلك الأخبار المتقدّمة بواسطة بعض العلماء الأعلام ، ولا شبهة في صحة نقلهم عن أولئك فهم علاوة على علوّ مقامهم وتقواهم وصدقهم وديانتهم ;