قال : حدّثني جدّي أبو النصر سابق بن قرين في سنة ثمان وسبعين ومائتين بالأنبار في دارنا ، قال : حدّثني أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، قال : حدّثني أبي ، عن الشرقي بن القطامي ، عن تميم بن وهلة المري قال : حدّثني الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانياً فأسلم عام الحديبية وحسن اسلامه ، وكان قارئاً للكتب ، عالماً بتأويلها بصيراً بالفسلفة والطب ، ذا رأي أصيل ووجه جميل أنشأ يحدثنا في امارة عمر بن الخطاب قال . . . ثم نقل مفصلا خبر وفوده مع قبيلته من عبد القيس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكيفية لقائه معه صلى الله عليه وآله وسلّم وسؤاله صلى الله عليه وآله وسلّم لهم عن قس بن ساعدة الايادي وشرح الجارود لحاله وانّه عمّر خمسمائة عام أدرك رأس الحواريين [ شمعون وأدرك ] ( 1 ) لوقا ويوحنا . . وذكر جملة من مواعظه ، ونصائحه وأشعاره إلى أن قال : ثم أقبلت على أصحابه فقلت : على علم به آمنتم به قبل مبعثه كما آمنت به أنا ؟ فنصت إلى رجل منهم وأشارت إليه وقالوا : هذا صاحبه وطالبه على وجه الدهر وسالف العصر ، وليس فينا خير منه ولا أفضل فبصرت به أغر أبلج قد وفذته الحكمة أعرف ذلك في أساير وجهه ( 2 ) وان لم أحط علماً بكنهه قلت : ومن هو ؟ قالوا : هذا سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم ، والشأن القديم فقال سلمان : عرفته يا أخا عبد القيس من قبل اتيانه ، فأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو يتلألأ ويشرق وجهه نوراً وسروراً ، فقلت : يا رسول الله ان قساً كان ينتظر زمانك ويتوكف ابّانك ( 3 ) ويهتف باسمك واسم أبيك وأمك ، وبأسماء لست أصيبها معك ولا أراها فيمن اتبعك ، قال سلمان : فأخبرنا فأنشأت أحدّثهم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يسمع والقوم سامعون واعون ، قلت : يا رسول الله لقد شهدت قسّاً خرج من ناد