السؤال العاشر : إذا أراد سلاطين الجور ان يتوبوا ويرجعوا حقه إليه فلا طريق لهم إليه ليسلموا إليه حقه ويفرغوا ذمتهم ، فلا يمكن قبول توبتهم ابداً . الجواب : يكفي لتوبتهم برفع أيديهم عن ما هم مشغولون به ، ويندمون على جلوسهم في مقام لم يجز لهم ان يجلسوا فيه ، ويعزمون على عدم العود إليه . وهو عليه السلام وحسب الأمر الإلهي اعلم بتكليفه في ان يظهر حينئذ أو لا يظهر . وغير ذلك من الشبهات التي هي شبيهة ببيت العنكبوت وصاحبها كالغريق يتشبث بكل قشة ، كما قال بعضهم : من أين له أن يطمئن بأنّه إذا ظهر لم يُقتَل ؟ وان ذكرها والجواب عليها مضيعة للوقت والورق والقلم ووقت القراء . ولا يخفى ان جملة من الشبهات المذكورة تعرض إليها علماؤنا المتكلمون في الكتب الكلامية وكتب الإمامة وأجابوا عليها طبق الأصول الإمامية والقواعد الكلامية ، وكذلك عن الاشكالات الواردة عليها ( 1 ) . وبما انه لم يكن مبنى المؤلف استقصاء جميع المطالب المتعلقة به عليه السلام ، بل كان بنائه جمع نوادر ومستطرفات الحالات التي قلّما جمعت في كتاب ، بالإضافة إلى ذلك فان الطرف المقابل ليس له ذلك المقدار من المعرفة بالأدلة العقلية ; فلذلك اقتنعت بالنقض ونقل اخبار وكلمات علمائهم فانّه أحسن طريق لاسكاتهم ، وليس المقصود الّا هذا ; والّا فانّهم لا يرجعون عن سيرتهم بهذه الأجوبة أبداً .
1 - يعني أجابوا على الاشكالات الواردة على أجوبتهم التي أجابوا بها على تلك الشبهات .