وقال الشيخ شمس الدين محمد بن العلقمي الشافعي تلميذ السيوطي في الكوكب المنير ، وهو شرح للجامع الصغير لاُستاذه ، بعد ذكر ما تقدم : " ولأنّ الناس كانوا يتبعون قريش في الجاهلية ، وكانوا رؤساء العرب ، فصاروا تبعاً لهم في الاسلام ، وهم أصحاب الخلافة ، وهذه الخلافة مستمرة لهم إلى آخر الدنيا ما بقي في الناس اثنان " ( 1 ) . وقد ظهر ما قاله صلى الله عليه وآله وسلّم فمن زمنه إلى الآن لم تزل الخلافة في قريش من غير مزاحمة لهم على ذلك ، ومن تغلب على الملك لا ينكر ان الخلافة في قريش ( 2 ) ، فاسم الخلافة باق لهم ولو انه بقي مجرد اسم . وقد احتمل ابن حجر العسقلاني في فتح الباري الذي هو شرح على صحيح البخاري ، هذا المعنى وعدّه أحد احتمالات الخبر المذكور ( 3 ) . واحتمل أيضاً انّه لم يقصد منه الإخبار بل انّه امر جاء به بصورة الخبر ، يعني عليكم ان تتخذوا خليفة من قريش دائماً ( 4 ) . وعلى طريقتهم فان الرعية هي التي تصنع الخليفة ومن ثمّ يأتمّون به . وأجاب الكرماني على الاشكال ان الحكم في زماننا في غير قريش : بانّ الخليفة في بلاد المغرب ومصر من قريش ( 5 ) . وقال في فتح الباري : " ان هذا صحيح ولكنه غير مبسوط اليد وليس له من الخلافة الّا الاسم فقط " ( 6 ) .
1 - راجع فتح الباري ، ج 13 ، ص 100 . 2 و 3 - راجع فتح الباري ، ج 13 ، ص 101 . 4 - قال ابن حجر العسقلاني في ( فتح الباري ) ، ج 13 ، ص 101 : " والحديث وان كان بلفظ الخبر فهو بمعنى الأمر كأنه قال ائتمّوا بقريش خاصة . . . " . 5 - في فتح الباري : ج 13 ، ص 101 : ( وقال الكرماني : لم يخلُ الزمان من وجود خليفة من قريش إذ في المغرب خليفة منهم على ما قيل وكذا في مصر ) . 6 - لم نجد هذه العبارة في فتح الباري .