خير فيه إذ لا نفع ديني ولا دنيوي لغيبته " . الجواب : امّا على طريقة أهل السنة ; فأولاً : فينقض بغيبة أغلب الأنبياء عليهم السلام مع ان الغرض من بعثتهم هو انفاذ الاحكام المذكورة واجراء الواجبات المعروفة اصالةً ; واما الإمام فهو مكلف بذلك بالنيابة عنهم . وغيبة أولئك مذكورة في كتب السير والتواريخ والأخبار النبوية عند الفريقين ، ولا تقبل الانكار ، ويكفي لاثبات هذا المدعى غيبة يونس عليه السلام عن قومه ، بل عن كل متحرك في الأرض ، بل تحت الأرض الّا ذلك الحوت الذي كان فيه بطنه ، بنص القرآن المجيد . ولا يمكن لأي مسلم ان يسلب النبوة عنه بسبب هذه الغيبة ، وانّه لم يكن نبيّاً في كل هذه المدة التي فارق بها الأمة وسار في السفينة وفي بطن الحوت إلى حين عودته إلى قومه ، وان نبوته ونبوة غيره تدور في دائرة حضوره وسلطته التي تذهب احياناً وتعود اُخرى ، ويكون النبي في بعض الأحيان رعية وتابعاً . فإنه من البديهي ان الخلق لا يخلون عن هذين الصنفين . ولم يحتمل أحد لحدّ الآن هذا الاحتمال السخيف والقول البديهي البطلان . وأيضاً فان وقت اعتزالهم يكون عندما يراد هلاك اُمتهم ; كما روى الثعلبي وغيره يؤمر النبي الذي يراد عذاب امّته بهلاكهم أن يأتي إلى مكة المكرمة ويبقى فيها يعبد الله تعالى إلى ان يحين اجله . وأوضح واعجب من كل ذلك اختفاء وغيبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ، كما في السيرة الحلبية لبرهان الدين الشافعي ، وغيرها ; فقد روي عن ابن إسحاق انّه صلى