يوجب التطويل ; حتى انهم قالوا ان الشيخ عبد القادر كان لا يرضع من ثدي اُمّه في شهر رمضان ، وانهم رجعوا إليه في سنة اشتبهوا فيها . امّا ما قيل أنّه لماذا لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هذه المنقبة في ضمن اوصافه عليه السلام فيجاب عليه : انّه يعرف من الجواب السابق ، وبالاضافة إلى ذلك نقول : ان هذا الوصف في أهل بيته كان شائعاً ومرتكزاً في الاذهان فكانوا من طفولتهم اصحاب العلم والحكمة والكمال بدون أي تردد ، ولم يتعلموا عند احد ، وهو ثابت ومبين في محلّه ; وان الحسنين داخلان في آية التطهير ، وليس هناك رجس اقبح من الجهل وعدم العلم ; وفي الأخبار المشهورة عند الفريقين ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم اشار اليهما عليهما السلام وقال : " هذان ولداي امامان قاما أو قعدا " ( 1 ) . يعني قاما إلى الجهاد ، أو سكتا وقعدا ; سواءاً دعيا الناس إلى انفسهما ، ام لم يدعوا . أو انّه كناية عن ثبوت هذا المنصب لهما على كل حال . وظاهر العبارة ، بل صريحها ان هذا المنصب ثابت لهما من ذلك الوقت - فانّه من المستهجن جداً أن يقول أحد ان هذا الشخص الحاضر عالم أو شجاع أو كريم ، ويقصد به انّه يكون كذلك بعد ثلاثين سنة ، أو بعد أربعين سنة ! - وان عمر هذين الإمامين لم يتجاوز السبع أو الثمان سنين حين وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ، والله أعلم في أي وقت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هذه العبارة . روى يوسف السلمي في عقد الدرر عن الحافظ ابي عبد الله نعيم بن حماد انّه روى عن الإمام الباقر عليه السلام انّه قال : يكون هذا الأمر في اصغرنا سناً ، واجملنا
1 - مناقب آل أبي طالب ( ابن شهر آشوب ) : ج 3 ، ص 367 - بحار الأنوار : ج 43 ، ص 278 وغيرهما .