وهذا المتوكل الذي يدّعي انه الخليفة الظاهر وقطب العالم هو الذي ذكره السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) وقال : " وفي سنة ست وثلاثين ( 1 ) أمر بهدم قبر الحسين ، وهدم ما حوله من الدور ، وان يعمل مزارع ، ومنع الناس من زيارته ، وخُرِّب وبقي صحراء ، وكان المتوكّل معروفاً بالتعصّب ( 2 ) . . . وهجاه الشعراء ، فمما قيل في ذلك : بالله ان كانت أمية قد أتت قبل ابن بنت نبيّها مظلوماً فلقد أتاه بنو أبيه بمثله هذا لعمري قبره مهدوماً اسفوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميماً " ( 3 ) وقال ايضاً في محلّ آخر ما ملخّصه : ان شخصين من الشافعية كانا ظاهري الصلاح ; قال أحد الأولياء انه رآهما في صورة خنزير ، وقد تعجبت لذلك ثم علمت انهما كانا رافضيين في الباطن . وليس هنا مقام الزيادة . " ولا يخفى ان عبارة الفتوحات التي ذكرها في هذا المقام مختلفة ، وذلك لاختلاف نسخ الفتوحات كما صرّح الشعراني في لواقح الأنوار القدسيّة المنتقات من الفتوحات المكية .
1 - وهي سنة مائتين وست وثلاثين حيث بويع للمتوكل في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولكن في الترجمة بدل ( سنة مائتين وست وثلاثين ) ( سنة ثلاثمائة وست ) . 2 - في الترجمة بدل بالتعصّب ، ( بالنصب ) ثم قال المؤلف رحمه الله : " يعني بالعداوة إلى علي وأولاده عليه السلام " . ثم قال المؤلف رحمه الله : " وكم هو جميل قول بعض الشعراء " ثم نقل أبيات الشعر . بينما في المصدر : " . . معروفاً بالتعصّب ، فتألم المسلمون من ذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء ، فمما قيل في ذلك . . . ثم نقل أبيات الشعر " . 3 - تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) : ص 347 .