الثاني : حمله على الوضع من اتباع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام فانّهم كانوا يرون انّه المهدي وخرج في المدينة وقتل كما هي مسطورة احواله في كتب التواريخ والسير . الثالث : إنَّ نسبة المهدي إلى الحسن عليهما السلام مثل نسبة الحسن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فانه متصل من طرف الأم ، وفي كثير من أخبار الفريقين قد عدّ صلى الله عليه وآله وسلّم الحسن عليه السلام ابنه وولده وذرّيته ، وقد سمّاه بهذا اللقب ، وان المهدي عليه السلام ينتهي من طرف الأم إليه عليه السلام فان ام الإمام محمد الباقر عليه السلام هي ( ام الحسن ) بنت الإمام الحسن عليه السلام ، فمن الجائز أن يقال أنه عليه السلام من أبنائه ، ولا يتعارض مع ذلك الخبر الذي يقول بأنه من أولاد الحسين عليه السلام . ويؤيد هذا الاحتمال أن الحافظ ( أبو نعيم احمد بن عبد الله ) قد روى في ( مناقب المهدي عليه السلام ) عن علي بن هلال عن أبيه انه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وهو في الحالة التي قبض فيها ، فاذا فاطمة عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم طرفه اليها ، فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك . . . إلى أن قال : ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خيرٌ منهما . يا فاطمة والذي بعثني بالحق أن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً . . إلى آخر الخبر وهو طويل ( 1 ) . ومن عجائب التعصبات أن ابن حجر قد جمع خبره مع الأخبار السابقة في أنه عليه السلام من ابناء العباس بان جده رضع من حليب ام الفضل ، ولم يرض بطرحها مع أن سندها غير صحيح وان قائله غير معروف ; واما في هذا المقام فلم يحاول الجمع
1 - راجعه بتمامه في ( عقد الدرر ) : ص 151 - 153 عن كتاب ( صفة المهدي ) للحافظ ابي نعيم الاصفهاني .