ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك . فقال مثله ; فقيل له مثل ذلك . ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله ، فقال مثله ؟ فقيل له مثله " ( 1 ) . وروي في ( مهيج الأحزان ) عن كتاب ( رأي العين ) أن سيد الشهداء عليه السلام قال لأصحابه ليلة عاشوراء : " ان جدي أخبر إن ولدي الحسين يقتل في صحراء كربلاء غريباً وحيداً عطشاناً فمن نصره نصرنا ونصر ولده القائم المنتظر " ( 2 ) . وروي في ( بشارة المصطفى ) لعماد الدين الطبري ( 3 ) وتحف العقول ( 4 ) وفي بعض نسخ نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال لكميل : " ما من علم الّا وانا افتحه ، وما من سرّ الّا والقائم عليه السلام يختمه " ، وفي نسخة ( ما من سرّ ) ( 5 ) وفي رواية : " . . . وما من شيء الّا والقائم عليه السلام يختمه " . فأنت تعلم أن جميع الانبياء والأوصياء انما بعثوا لعمارة القلوب وتحليتها بنور الايمان وتطهيرها وتزكيتها من قذارات وأوساخ العقائد والأخلاق [ المنحرفة ] ; ونظراً لوجود موانع كثيرة فانهم لم يتمكنوا من اظهار جميع الافكار ، وبيان الرموز والاسرار ، وان يوعدوا ويبشروا ويرجعوا ويحبلوا الخلق دائماً إليه عليه السلام عهد حكومته ورئاسته ، وبما أنه لا توجد دولة بعدها ، فلابد أن لا يبقى شيء لا يقوله عليه السلام ولا يوصله إلى الخلق ، ولا يربطهم بالله تعالى ، كما اوضح الله تعالى بهذا النحو في آية وعد الاستخلاف بأنه لا خوف بعد ذلك من أحد على الخليفة وانصاره بما يسبب
1 - الغيبة ( النعماني ) : ص 240 ، ح 34 . 2 - لا يوجد لدينا الكتاب فترجمناه . 3 - بشارة المصطفى : ص 25 . 4 - تحف العقول : ص 119 . 5 - لعل النسخة البدل المقصودة في أول العبارة هي ( ما من علم ) فتصير ( ما من سرّ ) والّا فالعبارة واحدة مع المقطع الآخر .