حوزته كانوا من ذوي العقول الثاقبة والأحلام الراجحة من كل ذي رأي جميع ، وقلب واع . . . ابتلاهم سيدهم فما وجد فيهم الاّ مشير صدق ونصح واخلاص وشفقة ، فناط بهم ثقته والقى إليهم مقاليده في تلك الزعامة العظمى ، والرئاسة العامة ، فاخلصوا له النصح واجتهدوا له المشورة ، وكان امره شورى بينه وبينهم " ( 1 ) . كما ان المؤرخين سجلّوا قرب النوري قدس سره إلى الميرزا الشيرازي قدس سره ننقل بعض أقوالهم : 1 - قال المؤرخ الكبير العلامة المحقق الشيخ آغا بزرگ الطهراني " من أعاظم أصحاب السيد المجدد الشيرازي وقدمائهم وكبرائهم ، وكان يرجع إليه مهام أموره ، وعنه يصدر الرأي ، وكان من عيون تلامذته المعروفين في الآفاق فكانت مراسلات سائر البلاد بتوسطه غالباً وأجوبة الرسائل تصدر عنه وبقلمه ، وكان قضاء حوائج المهاجرين بسعيهِ ايضاً ، كما كان سفير المجدد ونائبه في التصدي لسائر الأمور كزيارة العلماء والاشراف الواردين إلى سامراء واستقبالهم ، وتوديع العائدين إلى أماكنهم ، وتنظيم أمور معاش الطلاب وارضائهم ، وعيادة المرضى ، وتهيئة لوازمهم ، وتجهيز الموتى وتشييعهم ، وترتيب مجالس عزاء سيد الشهداء عليه السلام ، والاطعامات الكثيرة ، وسائر اشغال مرجع عظيم كالمجدد الشيرازي . . . وكانت له عند السيد المجدد مكانة سامية للغاية فكان لا يسميه باسمه بل يناديه ب ( حاج آقا ) احتراماً له ، وورث ذلك عنه أولاده فقد كان ذلك اسم النوري في أيام سكنانا بسامراء " ( 2 ) . 2 - وقال اعتماد السلطنة ، ما ترجمته بالمعنى : " وكان هذا العالم العامل والفقيه الفاضل والمحدث الكامل محل ثقة حضرة حجة الاسلام وثقة الأنام مجدد الاحكام نائب الإمام عليه السلام الحاج الميرزا محمد حسن ومعتمداً عليه ومؤتمناً لديه " ( 3 ) .
1 - مقدمة كتاب امل الامل ( السيد عبد الحسين شرف الدين ) : ص 23 . 2 - نقباء البشر : ج 2 ، ص 549 . 3 - راجع : الآثار والمآثر ( اعتماد السلطنة ) : ص 156 ، الطبعة الحجرية .