وأفغانستان وصل إلى ( 435 ) طن للسنة الواحدة وقد قدرت عوائدها ب ( 500 ) الف ليرة للسنة الواحدة ( 1 ) . وقد استفاد البريطانيون من هذه المعاهدة لترسيخ نفوذهم في جميع مراكز المجتمع الإيراني ، فبعد توقيع المعاهدة مباشرة ( جاء من لندن جماعة من الأجانب لا يقل عددهم عن مائة الف نسمة من رجال ونساء ، ودخلوا طهران ، وشرعوا في تنفيذ مقاصدهم ، وأرسلوا في كل بلد من بلاد إيران عدة من هيئتهم ، وقويت بذلك كل ملة الاّ ملة الاسلام ، وكثرت الفواحش ، وشرب الخمور فلم تزل كل يوم تكثر هذه الدواهي ، وقد فتح الأجانب المدارس لدعوة الناس إلى مذهب المسيح ، وجعلوا المبشرين البروتستانت في جميع المستشفيات ينفقون أموالا جمة على الفقراء والمساكين ، ويستخدمون بنات الاسلام وفتياتها ، وصار المسلمون مقهورين تحت أيديهم ، وفرقوا أربعمائة الف تومان بين الأمراء والحكام ليوافقوهم في تنفيذ مقاصدهم . . . واتصل بأصحاب الامتياز كثير من الدجالين الذين يريدون التقرب إليهم ويدعون انهم من المسلمين ، فكانوا يدلونهم على اعراض الناس ونواميسهم وما ادخروا من التنباك ، وجعلوا يصرفون عوام الناس عن إطاعة العلماء ، فاضطهد أهل الدين ، وكانوا يحبذون السفور لبنات المسلمين ، وينصبون الكراسي في المعامل الاسلامية ليجلسوا وينظروا إلى بنات المسلمين اللاتي يشتغلن في معامل وهن سافرات ، ووقع من أمثال ذلك ما لا يحيط بيانه القلم . . . ) ( 2 ) . وكان ردّ الفعل الذي واجهه الاستعمار الرفض القاطع والشديد من قبل الشعب
1 - تاريخ سياسي معاصر إيران ( مدني ) : ج 1 ، ص 24 . 2 - راجع ( علي الوردي ) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : ج 3 ، ص 940 - وراجع وقائع الأيام ( الشيخ ذبيح الله المحلاتي ) ربيع الأول وريبع الثاني : ص 269 - 270 - وراجع نهضت روحانيون إيراني ( علي دواني ) : ج 1 ، ص 89 - وما بعدها - تحريم تنباكو ( تيموري ) : ص 42 - 43 .