وقال أيضاً لأنّه يقسم الرحمة بين الخلق يوم القيامة ( 1 ) وهكذا في سائر الأسماء والألقاب . ومن هنا يعلم انّ كثرة الأسماء والألقاب الالهية كاشفة عن كثرة الصفات والمقامات العالية ، حيث يدل كلّ واحد منها على خلق وصفة وفضل ومقام ، بل انّ بعضها تدل على جملة ( مجموعة ) منها . ومنها يترقى الى تلك المقامات بمقدار ما يتحمله اللفظ ويوسعه الفهم ، وقد ظهر ايضاً انّ ادراك أدنى مقام من مقامات الإمام صاحب الزمان عليه السلام خارج عن قوة البشر . * * *
1 - لم نجد هذه الرواية بهذا المعنى ، نعم هناك رواية رواها الصدوق في الأمالي والعيون والمعاني وننقلها عن المعاني : ص 51 - 52 باسناده عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبد الله ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، قال : جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فسأله أعلمهم ، وكان فيما سأله ، ان قال له : لأي شيء سمّيت محمداً ، وأحمد ، وأبا القاسم ، وبشيراً ، ونذيراً ، وداعياً ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : " أمّا محمد فانّي محمود في الأرض ، وأمّا أحمد فاني محمود في السماء ، وامّا أبو القاسم فانّ الله عزّوجلّ يقسّم يوم القيامة قسمة النار فمن كفر بي من الأوّلين والآخرين ففي النار ، ويقسّم قسمة الجنة فمن آمن بي وأقرّ بنبوّتي ففي الجنّة ، وأمّا الداعي فانّي أدعو الناس الى دين ربّي عزّ وجلّ ، وامّا النذير فانّي اُنذر بالنار من عصاني ، وامّا البشير فانّي أبشّر بالجنة من أطاعني " .