وفي الرواية الاُولى : فصاح ابو محمد الحسن عليه السلام فقال : يا عمّة تناوليه وهاتيه فتناولته وأتيت به نحوه فلمّا مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلّم على ابيه فتناوله الحسن عليه السلام والطير ترفرف على رأسه . . . فصاح بطير منها فقال له : احمله واحفظه وردّه الينا في كل اربعين يوماً ، فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعهُ سائر الطير فسمعت ابا محمد يقول : أستودعك الذي استودعته أم موسى ، فبكت نرجس ، فقال لها : اسكتي فإن الرضاع محرم عليه الاّ من ثديك وسيعاد اليك كما ردّ موسى إلى امّه وذلك قوله عزّ وجلّ : { فَرَدَدْنَاهُ اِلى اُمِّهِ كَىْ تَقَر عَيْنهَا وَلاَ تَحْزَن } . قالت حكيمة : فقلت : ما هذا الطير قال : هذا روح القدس الموكل بالائمة عليهم السلام يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم ( 1 ) . وفي رواية المناقب القديمة : أنه طلب من بعض جواريه التي كانت تعلم ، أن تستر خبر هذا المولود ، ثم نظر إلى هذا المولود الكريم وقال له سلّم عليها ، ثم قبله وقال : استودعتك الله ، ورجع وقال : يا عمة ، اطلبي نرجس ، فطلبتها . وقال : لا تطلبيها حتى تودعه ، فودعته ورجعت ، وتركناه مع ابيه ورجعنا . فلما اصبحت جئت لأسلّم عليه فلم أرَه فتعجبت ، فقال : يا عمّة أنه في وديعة الله حتى يأذن الله في الخروج ( 2 ) . وفي رواية الشيخ الطوسي : [ قالت حكيمة ] : فلمّا كان في اليوم الثالث اشتدّ شوقي إلى وليّ الله فأتيتهم
1 - كمال الدين ( الصدوق ) : ص 428 - 429 . 2 - لم نجد هذا الكتاب القديم فلذلك ترجمنا الرواية من الاصل الفارسي مع انها تشبه الرواية التي رواها الصدوق والطوسي .