نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 256
عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلا فضل لا يستذل به عزيز ولا يسترق به حر والسلام [1] فلما انتهى كتاب معاوية إلى علي ، قرأه قال : العجب لمعاوية وكتابه إلي ، ثم دعا عبد الله بن أبي رافع كاتبه فقال : اكتب إلى معاوية : أما بعد فقد جاءني كتابك ، تذكر فيه : انك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجبها [2] بعضنا على بعض وأنا وإياك منها في غاية لم نبلغها بعد . فاما طلبك منى الشام فانى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس ، وأما استواؤنا في الخوف والرجاء فإنك لست على الشك أمضى منى على اليقين ولى أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة ، وأما قولك ; انا بنو عبد مناف ، ليس لبعضنا على بعض فضل فكذلك نحن ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا المحق كالمبطل ، وفي أيدينا فضل النبوة التي بها قتلنا الحر العزيز وبعنا الحر الذليل [3] . فلما أتى معاوية كتاب علي عليه السلام ، كتمه عمرا " أياما " ثم دعاه بعد ذلك فاقرأ الكتاب فشمت به عمرو ولم يكن أحد من قريش أشد تعظيما لعلي عليه السلام من عمرو بعد يوم لقيه عمرو فيما كان أشار به على معاوية . وكتب معاوية إلى ابن عباس ومكان يجيبه بقول لين ، وذلك قبل أن تعظم الحرب . فلما قتل أهل الشام ، قال معاوية ان ابن عباس ، رجل قرشي واني كاتب إليه في عداوة بني هاشم بني أمية ومخوفه عواقب هذه الحرب ، لعله يكف عنا فكتب إليه : أما بعد ، فإنكم يا معشر بني هشام لستم إلى أحد
[1] وقعة صفين لنصر بن مزاحم / 470 . [2] في وقعة صفين . " لم يجنها " . [3] وقعة صفين / 470 - 471 .
256
نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 256