نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 180
نسيت ، فلن أسل عليك سيفا فأدبر ، فقال له عبد الله ابنه : ما هذا الذي ذكر لك علي ؟ قال : ذكرني شيئا كنت قد نسيته ، فقال : بعد ما أخرجت القوم تتركهم وتذهب ، قال أبو بشر : فرد عليهم ما كان في العسكر حتى القدر . وروى أن ابنه عبد الله وبخه بتركه القتال وقال : لعلك رأيت الموت الأحمر تحت رايات ابن أبي طالب عليه السلام ، لقد فضحتنا فضيحة لا نغسل منها رؤوسنا أبدا " ، فغضب الزبير من ذلك وصاح بفرسه وحمل على أصحاب علي عليه السلام حملة منكرة ، فقال علي لأصحابه : فرجوا له فإنه محرج ، فأوسعوا له ، فشق الصفوف حتى خرج منها ، ثم رجع فشقها ثانية ، ولم يطعن أحدا " ولم يضرب ، ثم رجع إلى ابنه فقال : هذه حملة جبان ؟ فقال له ابنه عبد الله : فلم تنصرف عنا الآن وقد التقت حلقتا البطان ؟ فقال الزبير : يا بني ارجع والله لأخبار كان النبي صلى الله عليه وآله عهدها إلي فأنسيتها حتى أذكرنيها علي فعرفتها قال : ثم خرج الزبير من عسكرهم تائبا " مما كان فيه وهو ينشد ويقول : ترك الأمور التي تخشى عواقبها * لله أجمل في الدنيا وفي الدين نادى علي بأمر لست أنكره * قد كان عمر أبيك الخير مذ حين فاخترت عارا " على نار مؤججة * أنى بقوم لها خلق من الطين أخال طلحة وسط القوم منجدلا * ركن الضعيف ومأوى كل مسكين قد كنت أنصر أحيانا وينصرني * في النائبات ويرمى من يراميني حتى ابتلينا بأمر ضاق مصدره * فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني قال ثم مضى الزبير منفردا " وتبعه خمسة من الفرسان ، فحمل عليهم وفرقهم وفرق جمعهم ، ومضى حتى إذا صار إلى واد السباع [1] ، فنزل على قوم
[1] في مراصد الاطلاع : وادي السباع الذي قتل فيه الزبير بين البصرة ومكة ووادي السباع من نواحي الكوفة .
180
نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 180