responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 69


بل وفي منتهى الحساسية . ويضع علامات استفهام واضحة على مجمل الوضع القائم آنذاك ، ومدى شرعيته . فكان لابد من محاربة هذا النوع من النصوص ، والتعتيم على تلكم المواقف ، تلافياً لما هو أعظم وأدهى .
فعن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ، قال : جاء علقمة بكتاب من مكة أو اليمن ، صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت - بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) - فاستأذنا على عبد الله ، فدخلنا عليه ، قال : فدفعنا إليه الصحيفة . قال : فدعا الجارية ، ثم دعا بطست فيه ماء . فقلنا له : يا أبا عبد الرحمن ، انظر فيها ؛ فإن فيها أحاديث حساناً ! قال : فجعل يميثها فيها وهو يقول : * ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ) * . القلوب أوعية ؛ فاشغلوها بالقرآن ، ولا تشغلوها بما سواه .
وهناك أقوال صحيحة ، ومواقف صريحة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تبين انحراف وزيف كثير من الشخصيات والرموز التي كانت تدعم الحكم الجديد ، وتشد من أزره ، وتعمل على بسط سلطته ، وترسيخ نفوذه . بل فيهم بعض من أصبح جزء من تكوينه وهيكليته ، ومن ركائزه ودعائمه ، الأمر الذي جعل الحكم الجديد يرى نفسه مسؤولاً عن الحفاظ على سمعة هؤلاء الناس . ورفعة شأنهم ، وبسط نفوذهم ، وإظهارهم على أنهم شخصيات على درجة من الفضل والنبل ، ولهم من المواقف المشرفة ، ومن الكرامات ما ليس لغيرهم .
بل لابد أن يُظهروا للناس - ولو عن طريق الاختلاق ، والتحريف ، والتزوير - أن هؤلاء الناس هم الذين شيدوا أركان الدين ، وضحوا وجاهدوا حتى قام عموده ، واشتد عوده . أما أقوال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في حقهم ، ومواقفه ( صلى الله عليه وآله ) تجاههم ، فلا ضير في أن تكتم وتنستر ، ثم تتلاشى وتندثر ، بل لابد لها من ذلك ، وحيث لا يمكن ذلك ، فلا أقل من التأويل

69

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست