الجماعات ، ومحافل القبائل مع العوام والرعاع أكثر جسارة في الوضع . أي في وضع الحديث على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وقد حدث ابن عون ، فقال : أدركت المسجد ، مسجد البصرة ، وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلا حلقة واحدة تنسب إلى مسلم بن يسار ، وسائر المسجد قصاص . ودعا عطاء بن أبي رباح بخمسة قصاص ، فقال : قصوا في المسجد الحرام . وأما سيطرتهم على عقول الناس ، فيوضح ذلك كثير من الحالات والقضايا التي حصلت لبعض المعروفين ، الذين كانوا يرفضون طريقتهم ، وينظرون إليهم بعين الريب والشنآن . ولكن كانت كلماتهم تجذبهم ، وأحاديثهم تسحرهم ، رغم علمهم بكونها موضوعة ومكذوبة . ومن غريب ما يذكر هنا : أن أم أبي حنيفة لا تقبل بفتوى ولدها . ولكنها ترضى بقول قاص يقال له : زرعة . كما أن أحد الكبار المعروفين يحتج لبعض الأمور بقول أحد القصاصين من مسلمة أهل الكتاب ، وهو تميم الداري . وحين حاول الشعبي أن ينكر على أحد القصاصين في بلاد الشام ما يأتي به من ترهات ، قامت عليه العامة تضربه ، ولم يتركه أتباع ذلك القاص ، حتى قال برأي شيخهم نجاة بنفسه . القصاصون على حقيقتهم : إنه وإن كان كثير من الأعيان والمعروفين يحضرون مجالس القصاصين ، ويستمعون إليهم ، وقد استمر ذلك إلى وقت متأخر نسبياً ، إلا أن أمرهم قد افتضح ، وظهر لأكثر الناس ما كان خافياً . وبدأ الناس