آخرين ، إلى غير ذلك من أقوال و مذاهب ، منشؤها اختلاف الروايات ، ولسنا هنا بصدد تحقيق ذلك . 2 - قد قدمنا : ما يدل على أن القنوت كان قبل الركوع ، ونزيد هنا ما رواه البخاري وغيره . أن عاصماً الأحول ، سأل أنساً عن القنوت : أقبل الركوع ، أو بعد الركوع ؟ ! فقال أنس : قبل الركوع . قلت فإنهم يزعمون : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قنت بعد الركوع . فقال : كذبوا ، إنما قنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شهراً ، يدعو على ناس . . 3 - وبعد فإن ما يثير عجبنا واستغرابنا ؛ أننا نجد بعض النصوص تصرح بأن عثمان بن عفان يقدم على التغيير في أحكام الشرع والدين ، بمرأى ومسمع من الصحابة وعلماء الأمة ، لمصلحة يزعم أنه أدركها ، حتى كأنه أعرف بما يصلح الناس ، وينفعهم ، من ربهم وخالقهم سبحانه ، ومن نبيه الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . 4 - وأخيراً . . فيجب أن لا ننسى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يقدم فيها الخليفة على مثل ذلك ، فلقد أقدم هو واللذان سبقاه ، وتبعهم من جاء بعدهم من الأمويين وغيرهم على تغيير الكثير من أحكام الشرع ، وحقائق الدين ، أو تحريفها ، وكان رأيهم كالشرع المتبع . وقد ذكرنا بعض ما يرتبط بهذا الموضوع الخطر والهام في كتابنا : الحياة السياسية للإمام الحسن ( عليه السلام ) في عهد الرسول والخلفاء الثلاثة بعده ، فليراجعه من أراد . متى كان فرض الحجاب ؟ إن قوله تعالى ، في أول سورة النور : * ( سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا ) * يدل على أن هذه السورة قد نزلت كلها دفعة واحدة ، وقد كان ذلك في