بن عوف على كلثوم بن الهدم . وفي ذلك اليوم أصر عليه أبو بكر ليدخل المدينة ، فرفض . وأخبره : أنه لا يريم حتى يقدم عليه ابن عمه ، وأخوه في الله ، وأحب أهل بيته إليه ، الذي وقاه بنفسه ، على حد تعبيره ( صلى الله عليه وآله ) . فغضب أبو بكر ، واشمأز ، وفارق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ودخل المدينة في تلك الليلة . أبو بكر شيخ يعرف : جاء في بعض المرويات : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أقبل إلى المدينة وكان أبو بكر رديف النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وأبو بكر شيخ يعرف ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) شاب لا يعرف ، فيلقى الرجل أبا بكر ، فيقول : يا أبا بكر من هذا الذي بين يديك . وفي لفظ أحمد : من هذا الغلام بين يديك ، فيقول : يهديني السبيل ، فيحسب الحاسب ، أنه يهديه الطريق وإنما يعني سبيل الخير . وصرح القسطلاني : بأن ذلك كان حين الانتقال من بني عمرو بن عوف ، أي من قباء إلى المدينة . فكان من لم ير النبي يجيئ أبا بكر ظاناً أنه هو ، حتى أصابت الشمس رسول الله ، فجاء أبو بكر فظلل عليه بردائه ، فعرفه الناس حينئذٍ . ولكن ذلك لا يمكن أن يصح وذلك : أولاً : إن كون أبي بكر يُعرف ، والنبي لا يُعرف ، لا يمكن قبوله ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يعرض دعوته على مختلف القبائل التي كانت تقدم مكة ، طيلة سنوات عديدة وقد سار ذكره في الآفاق ، وبايعه من أهل المدينة أكثر من ثمانين ورآه حوالي خمسمئة من أهل المدينة قدموا مكة ، قبل ثلاثة أشهر فقط كما تقدم . فكيف يكون أبو بكر يُعرف ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يُعرف ؟ ! .