إلى هذا لم نقدم › . فقال لهم : يا معشر الأوس والخزرج ، تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الأحمر والأبيض ، وعلى حرب ملوك الدنيا ؛ فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه ، فلا تغروه فإن رسول الله ، وإن كان قومه خالفوه ، فهو في عز ومنعة . فقال عبد الله بن حزام ، والد جابر ، وأسعد بن زرارة ، وأبو الهيثم بن التيهان : مالك وللكلام ؟ ! يا رسول الله ، بل دمنا بدمك ، وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لنفسك ، ولربك ما شئت . وبعد أن استمع إلى إجابتهم ، طلب ( صلى الله عليه وآله ) منهم : أن يخرجوا له اثني عشر نقيباً ، أي كفيلاً يكفل قومه ، فأخرجوا له تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ؛ فكانوا نقباء وكفلاء قومهم . وعرفت قريش بالاجتماع ؛ فهاجت ، وأقبلوا بالسلاح . وسمع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) النداء ؛ فأمر الأنصار بالتفرق ، فقالوا : يا رسول الله ، إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا . فعلنا . فقال : لم أؤمر بذلك ، ولم يأذن الله لي في محاربتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، فتخرج معنا ؟ قال : أنتظر أمر الله . . فجاءت قريش على بكرة أبيها ، قد حملوا السلاح . وخرج حمزة ، ومعه السيف ، هو وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . فلما نظروا إلى حمزة قالوا : ما هذا الذي اجتمعتم له ؟ . فعمل حمزة بالتقية من أجل الحفاظ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمين والإسلام ، فقال : ما اجتمعنا ، وما ههنا أحد ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي . فرجعوا ، وغدوا إلى عبد الله بن أبي ، فقالوا له : قد بلغنا أن قومك بايعوا محمداً على حربنا . والله ، ما من حي أبغض من أن ينشب الحرب بيننا وبينه منكم . فحلف لهم عبد الله : أنهم لم يفعلوا ، ولا علم له بذلك ، وأنهم لم يطلعوه على أمرهم ؛ وتفرقت الأنصار ، ورجع رسول الله إلى مكة .