من قولهم . ولم يبلغنا : ‹ أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذكر من ذلك شيئاً › . وقد كانت كلمة الفاروق تطلق عليه في أيام خلافته . هل كان عمر قارئاً ؟ ! وتذكر الروايات : أن عمر بن الخطاب كان قارئاً ، وأنه قد قرأ الصحيفة بنفسه . ونحن نشك في ذلك أيضاً : لاعتقادنا أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة ، ولا سيما في بادئ أمره ، إلا أن يكون قد تعلمها بعد ذلك في أواخر أيام حياته ، فقد روي : أن البعض يصرح بأن خباب بن الأرت هو الذي قرأ له الصحيفة ، فلو كان قارئاً ؛ فلماذا لا يقرؤها بنفسه ، ليتأكد من صحة الأمر ؟ ! ويؤيد ذلك ما عن عياض بن أبي موسى : أن عمر بن الخطاب - في زمن خلافته - قال لأبي موسى : أدع لي كاتبك ليقرأ لنا صحفاً جاءت من الشام . فقال أبو موسى : إنه لا يدخل المسجد . قال عمر : أبه جنابة ؟ قال : لا ، ولكنه نصراني ؛ فرفع عمر يده فضرب فخذه حتى كاد يكسرها . . فلو كان عمر يعرف القراءة لم يحتج لكاتب أبي موسى ليقرأ له الصحف التي جاءته . ويمكن أن يؤيد ذلك أيضاً : بأن عمر لم يكن ذا ذهنية علمية ، وذلك بدليل : أنه بقي اثنتي عشرة سنة حتى تعلم سورة البقرة ، فلما حفظها نحر جزوراً . بل لقد ورد أنه لما طلب من حفصة أن تسأل له النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن الكلالة ، فسألته عنها ؛ فأملّها عليها ؛ في كتب ، ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ‹ عمر أمرك بهذا ؟ ما أظنه أن يفهمها › . بل لقد واجهه النبي ( صلى الله عليه وآله ) نفسه بذلك كما رواه كثيرون .