responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 169


الحذر والاحتياط للأمر ؛ فجمع بني هاشم ، وبني المطلب ، ودعاهم إلى منع الرسول ، والقيام دونه ، فأجابوه ، وقاموا معه ، باستثناء أبي لهب لعنه الله تعالى . ومنع الله عز وجل رسوله ، فلم يكن لهم إلى أن يضروه في شعره وبشره سبيل ، غير أنهم يرمونه بالجنون ، والسحر ، والكهانة ، والشعر ، والقرآن ينزل عليه ( صلى الله عليه وآله ) ، بتكذيبهم . ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قائم بالحق ، ما يثنيه ذلك عن الدعاء إلى الله عز وجل سراً وجهراً . وذلك لأن المشركين بعد أن أدركوا : أن الاعتداء على شخصه ( صلى الله عليه وآله ) سوف يتسبب في صراع مسلح لم يعدوا له عدته ، وليسوا على يقين من أن تكون نتائجه لصالحهم ، خصوصاً مع ما كان لبني هاشم من علاقات ، ومن أحلاف مع القبائل ، كحلف المطيبين ، وحلف عبد المطلب مع خزاعة التي كانت تقطن خارج مكة . بل قد توجب هذه الحرب - لو نشبت - التمكين لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) من نشر دعوته . فمن أجل كل ذلك آثر المشركون أن يبتعدوا عن الحرب ، ويتبعوا أساليب أخرى لتضعيف أمر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والوقوف في وجه دعوته ؛ فنجدهم :
أ : ينهون الناس عن الالتقاء بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن أن يسمعوا ما جاء به من قرآن ، قال تعالى : * ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) * .
ب : يتبعون أسلوب السخرية والاستهزاء ، وإلصاق التهم الباطلة ، بهدف التأثير على شخص النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) .
وقد أثر ذلك إلى حد ما في صرف الناس ، وإبعادهم عن الدخول في الإسلام ، حتى ليقول عروة بن الزبير وغيره : ‹ . . وكرهوا ما قال لهم ، وأغروا به من أطاعهم ؛ فانصفق عنه عامة الناس › .

169

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست