وأما الذين أسلموا قبل المواجهة مع قريش ، فنذكر منهم : زيد بن حارثة الذي أسلم ثانياً ، وفي نفس الوقت أسلم خالد بن سعيد بن العاص ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن عبسة ، وعتبة بن غزوان ، ومصعب بن عمير . أما الأرقم ابن أبي الأرقم فكان سابعاً ، وقصة إسلام أبي ذر معروفة ، وكان إسلامه على يد النبي ( صلى الله عليه وآله ) نفسه ، وعلي هو الواسطة ، وسيأتي ذلك . ومن الأولين أيضاً : جعفر بن أبي طالب ، وبلال ، وخباب بن الأرت ، والزبير بن العوام ، وكل هؤلاء أسلم قبل أبي بكر - على حد تعبير الإسكافي في نقض العثمانية ، ويرى المقدسي : أن الزبير أسلم رابعاً ، أو خامساً . 2 - وعدا عما تقدم ، فان أبا اليقظان خالد بن سعيد بن العاص ، كان هو نفسه يزعم : أنه أسلم قبل أبي بكر ، وعليه فلا يصغى لما حكاه البيهقي من أنه رأى في منامه النار ، ثم لقي أبا بكر فأخذه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأسلم . فإن أبا اليقظان نفسه يكذب ذلك وينكره . وهو أعرف بنفسه من كل أحد . وأما عثمان فقد اشترط لإسلامه أن يزوجه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) رقية ، ففعل ، فأسلم . فأين هي دعوة أبي بكر له ، والحالة هذه ؟ ! . ويروي المدائني عن عمر بن عثمان : أن عثمان قال : إنه دخل على خالته أروى بنت عبد المطلب يعودها ، فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجعل ينظر إليه ، وقد ظهر من شأنه يومئذٍ شيء ؛ فجرى له معه ( صلى الله عليه وآله ) ، حديث ، وقرأ عليه ( صلى الله عليه وآله ) بعض الآيات ، ثم قام ( صلى الله عليه وآله ) فخرج . قال عثمان : فخرجت خلفه فأدركته ، وأسلمت . فإذا أخذنا بهذه الرواية أيضاً لم يكن لأبي بكر في إسلام عثمان يد ولا نصيب . وأما سعد بن أبي وقاص فكان سبب إسلامه : أنه رأى في المنام