responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 115


الجزيرة العربية قد كان أمراً طبيعياً ، بحيث إنه لو توفرت هذه العوامل لأي دعوة أخرى ، فإنها تستطيع أن تحقق نفس النتائج التي حققها الإسلام . بل الأمر على العكس من ذلك تماماً ، فان ظهور الإسلام ، وانتصاره في هذه المنطقة هو بذاته معجزة له ، ودليل على حقانية الإسلام ؛ وذلك لأن اليهودية قد كانت موجودة ، وكانت هذه الظروف أيضاً موجودة ، ولكنها لم تستطع أن تؤثر أثراً يذكر في عقلية العربي ، ولا في سلوكه ، وتصرفاته .
وكذلك الحال بالنسبة للنصرانية ، التي كانت تهتم في تنصير كل من تقدر على تنصيره . ثم هناك الزرادشتية وغيرها من الأديان . وهذا معناه : أن لنفس المبدأ ، والرسالة ، والقائد دوراً هاماً جداً ، بل والدور الأول والأساس في عملية التغيير وفي النجاح وفي استمراره . وبدون ذلك ، فإن كل نجاح - لو كان - فلسوف يكون محدوداً جداً ، ولظروف معينة ، ولسوف ينتهي بمجرد انتهاء تلك الظروف . وقد رأينا الإسلام رغم ما عاناه من مصائب وبلايا حتى على أيدي أبنائه - كان ولا يزال يزداد قوة وفعالية على مر الزمن ، وفي مختلف الظروف والأحوال ، ولم يؤثر فقدان تلك الظروف والعوامل ، ولا تحولها وتقلبها لا في الإسلام ، ولا في فعاليته ، إن لم نقل : إنه قد زاد في ذلك بشكل ظاهر . والذي يفسر لنا هذه الظاهرة ، هو ما ذكرناه آنفاً من أن الإسلام يستطيع أن يستوعب طاقات الإنسان ، ويحولها ويطورها لمصلحة الرسالة والحق . كما أنه يستطيع أن يتلائم مع الظروف المختلفة ، فهو يملك لكل داء دواء ، ولكل مشكلة حلاً ، ولكل ظرف ما يناسبه ، على عكس غيره من الدعوات الجامدة ، والمحدودة . ولذلك ، فإن الإسلام عند ما نجح في الجزيرة العربية ، وإن كان قد استفاد من بعض الظروف ، وحوّل وطوّر الأوضاع السائدة في

115

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست