البيت ، سافر إلى الشام ، وحمل معه منها الصنم المسمى ب : هبل . ووضعه على الكعبة . وكان أول صنم وضع عليها ، ثم أتبعه بغيره . فالظاهر أنه أول من وضع الأصنام على الكعبة ، أو حولها ، وتبعه غيره . وربما يشهد لذلك أن مجيئه بالصنم من الشام لا بد أن يسبقه - بحسب العادة - نوع قبول للأصنام ، وتعظيم لها ، هذا ، إن لم نقل : إنه يعني : أنه كان يعبد الأصنام قبل أن يذهب إلى الشام . ولاية الكعبة : كانت ولاية الكعبة أولاً في يد ولد إسماعيل ، ثم خرجت من يدهم إلى أخوالهم الجرهميين ويقال : ثم إلى العماليق ، ثم عادت إلى جرهم . ثم لما كثر ولد إسماعيل ؛ وأصبحوا ذوي قوة ومنعة ، حاربوا الجرهميين بقيادة كبير خزاعة ، وانتزعوا منهم ولاية البيت ، واستمرت في الخزاعيين إلى أن أخرجها منهم قصي بن كلاب ، الجد الرابع للنبي ( صلى الله عليه وآله ) . وكانت الولاية بيد حليل الخزاعي أبي زوجة قصي ، فجعل الولاية بعد موته لابنته ، التي كانت تحت قصي ، ولكنه جعل مفتاح البيت مع رجل يقال له أبو غبشان فيقال : إن قصياً اشتراه منه بزق خمر ؛ وبذلك يضرب المثل : أخسر من صفقة أبي غبشان . والظاهر : أن حليلاً قد أوصى عند موته بولاية البيت لصهره قصي ، فحاربته خزاعة حسداً وبغياً ، ثم تحاكموا إلى يعمر بن عوف ، فحكم له . وحكم يعمر بن عوف له يقرب وصية حليل بالولاية إليه ، وإلى أن يعمر قد اطلع على هذه الوصية ، إن لم يكن لقصي حجج أخرى في المقام جعلت الحكم يكون في صالحه . ثم جدد قصي بناء البيت في القرن الثاني قبل الهجرة ، وبنى إلى