هنا بالإشارة إلى موقف السائرين على نهج أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وذلك في الفقرة التالية . السائرون على نهج علي ( عليه السلام ) : إننا إنصافاً للحقيقة وللتاريخ نسجل : أن المواقف السلبية من القصاصين لمن عدا شيعة أهل البيت ( عليه السلام ) قد جاءت متأخرة نسبياً عن موقف أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذين كانوا يسجلون إنكارهم وإدانتهم لهذا الاتجاه في صور ومستويات مختلفة . وتجد ذلك قد ورد على صورة نصائح ربما جاءت خافتة إلى حد ما ، وذلك انسجاماً مع مقتضيات الواقع الذي كان يفرض قدراً من التحاشي عن الجهر بما يخالف سياسات الحكم ، ولو بهذا المستوى الضعيف والضئيل . ولا نريد هنا أن نسبر أغوار التاريخ لنلتقط الدلائل والشواهد الكثيرة والغزيرة من هنا وهناك ، بل نكتفي بذكر نماذج تشير إلى ذلك ، وهي التالية : 1 - روى مسلم بسنده عن عاصم قال : كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي - ونحن غلمة أيفاع - فكان يقول لنا : لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص ، وإياكم وشقيقاً . وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج ، وليس بأبي وائل . 2 - عن عبد الله بن خباب بن الأرت قال : مر بي أبي ، وأنا عند رجل يقص ، فلم يقل لي شيئاً حتى أتيت البيت . فاتزر ، وأخذ السوط يضربني ، حتى حجره الزنو ، وهو يقول : أمع العمالقة ؟ ! أمع العمالقة ؟ ! ثلاثاً . إن هذا قرن قد طلع ، إن هذا قرن قد طلع ، يقولها ثلاثاً .