وصار يصطفي لنفسه الصفراء والبيضاء ، ولا يقسم بين المسلمين منه ذهباً ولا فضة . فعن علي بن عبد الله بن عباس ، وأبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ، قالا : ‹ ما قسم علينا خمس منذ زمن معاوية إلى اليوم › . كما أن زياداً كتب إلى والي خراسان من قبله ، الحكم بن عمرو الغفاري ، يقول له عن الغنائم الكثيرة التي أصابوها : ‹ أما بعد ، فإن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له الصفراء والبيضاء ، ولا تقسم بين المسلمين ذهباً ولا فضة › . ولكن الحكم رفض ذلك ، وقسم الغنائم ، فأرسل إليه معاوية من قيده ، وحبسه ، فمات في قيوده ، ودفن فيها ، وقال : إني مخاصم . صلاة الخوف : وعن تشريع صلاة الخوف ، نقول : إن المعتمد عندنا في هذا المجال هو الرواية التي وردت عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ‹ فإنها نزلت لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الحديبية ، يريد مكة ، فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مئتي فارس كميناً يستقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - فكان يعارض رسول الله - على الجبال . فلما كان في بعض الطريق ، وحضرت صلاة الظهر ، أذّن بلال ، فصلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالناس . فقال خالد بن الوليد : ‹ لو كنا حملنا عليهم ، وهم في الصلاة لأصبناهم ، فإنهم لا يقطعون صلاتهم ، ولكن تجيء لهم الآن صلاة أخرى هي أحب إليهم من ضياع أبصارهم ، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم › . فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصلاة الخوف في قوله : * ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ