أدماء . وقال يحي : قلنا لسهيل بن ذكوان : رأيت عائشة ؟ قال : نعم . قيل : صفها . قال : كانت سوداء . وكانت أشبه الناس بأبيها الذي لم يكن له حظ في الجمال ، كما يظهر من وصفهم له . . أما تسميتها بالحميراء ، فلعله كان لأجل صفرة أو حمرة في شعرها ، فإذا انضم ذلك إلى أدمة الوجه ، أو إلى السواد فيه ، فإن الأمر يصبح أكثر مجانبة للحالات الجمالية ، لأنه يكون بعيداً كل البعد عن التناسق والانسجام . . ويصبح وصف الجمال له أشبه بالنكتة والدعابة . وأما حظوتها : فهي أيضاً بعيدة عن الحقيقة ، وأن غيرتها من سائر نسائه ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن مارية لخير شاهد على ما نقول . . فلا وقع لدعواها : أن زينب بنت جحش وحدها هي التي كانت تساميها من بين سائر نسائه ( صلى الله عليه وآله ) . لم يتزوج بكراً غير عائشة : ونشير هنا إلى الشك الكبير الذي يراودنا فيما ذكر في الروايات من أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يتزوج بكراً غير عائشة . . وهو الأمر الذي لم نزل نسمعها تردده على مسامع الناس ، ويتبجح به محبوها ؛ مع أن ذلك موضع شك وريب ، كما يظهر من ملاحظة ما يلي : أولاً : قد تقدم في هذا الكتاب ما يدل على أن السيدة خديجة قد تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهي بكر ، إذ قد ظهر عدم صحة ما يدعونه من أنها قد تزوجت قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأحد من الناس . . فلا تصح دعوى عائشة : أنه لم يتزوج بكراً غيرها . ثانياً : قال الطبراني : بأسناده عن ابن أبي مليكة ، قال : « خطب النبي