أبي طالب ، فإنه قد شك في ذلك ، فكتب ( عليه السلام ) إليه : * ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) * وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار . وسئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عما يقوله الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار ؛ فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح إيمانه . ثم قال : ألم تعلموا : أن أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) كان يأمر أن يُحج عن عبد الله ، وابنه ، وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم ؟ . وسئل علي ( عليه السلام ) في رحبة الكوفة عن كون أبيه معذباً في النار أو لا ، فقال للسائل : مه ، فض الله فاك ، والذي بعث محمداً بالحق نبياً ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم . أبي معذب في النار ، وابنه قسيم الجنة والنار ؟ وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قوله : ‹ إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين › مخافة على بني هاشم أن تُنابِذها قريش . لماذا الافتراء على أبي طالب : وأخيراً . . فلعل ذنب أبي طالب الوحيد ، هو أنه كان أباً لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فالمستهدف بهذه النسبة الشنيعة في الحقيقة هو ولده ، الشوكة الجارحة في أعين الأمويين ، والزبيريين ، وكل أعداء الإسلام . فهم يريدون النيل من علي في كل أمر يرتبط به حتى وصلت النوبة إلى أخيه جعفر ، وأبيه أبي طالب ( رحمه الله ) ثم إلى كل شيعته ومحبيه . ويقيناً لو كان أبو سفيان أو أي شخص آخر ، من آباء مخالفي علي