‹ نقول فيه الذي جاء به نبينا ( صلى الله عليه وآله ) : هو عبد الله ورسوله ، وروحه وكلمته التي ألقاها إلى مريم العذراء البتول › فتناول النجاشي عوداً ، وقال : ‹ والله ، ما عدا عيسى بن مريم ما قلت ، هذا العود › . فتناخرت بطارقته ، فقال : ‹ وإن نخرتم ، إذهبوا فأنتم شيوم : أي آمنون ، من سبكم غرم - قالها ثلاثاً - ما أحب أن لي دبراً - أي جبلاً - من ذهب وأني آذيت رجلاً منكم › . ثم رد هدايا قريش . وقد روي عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) : أن ابن العاص قد ذهب إلى الحبشة مرتين ليكيد المسلمين ، فرد الله تعالى كيده إلى نحره ، وباء بغضب من الله تعالى . الثورة على النجاشي : وكان وجود المسلمين في الحبشة ، قد تسبب للنجاشي ببعض المتاعب ؛ حيث اتهمه أهل بلاده بأنه خرج من دينهم فثاروا عليه . ولكنه استطاع أن يخمد الثورة بحسن إدراكه ووعيه ، واستمر المسلمون عنده في خير منزل ، وخير جار ، حتى رجعوا إلى المدينة ، بعد هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليها كما سيأتي إن شاء الله تعالى . فيروي محمد بن إسحاق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : اجتمعت الحبشة ، فقالوا للنجاشي : ‹ إنك فارقت ديننا › وخرجوا عليه ، فأرسل إلى جعفر وأصحابه ، فهيأ لهم سفناً ، وقال : ‹ اركبوا فيها وكونوا كما أنتم ؛ فإن هزمت ؛ فاذهبوا حيث تلحقوا بحيث شئتم . وإن ظفرت فاثبتوا › ثم خرج إليهم فجادلهم في الأمر ، فانصرفوا عنه ، وكان ذلك قبل إيفاد قريش عمرواً وعمارة ، بدليل قول النجاشي لهما : ‹ فوالله ، ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، ولا أطاع الناس في ، فأطيع