وكلما أقبلت عير لقريش ، يحملون الطعام ، يُنفّر بهم على ثنية غزال ؛ فتلقي أحمالها ؛ فجمعوا الحنط ، ويقول أبو ذر لقومه : لا يمس أحد حبة حتى تقولوا : لا إله إلا الله . فيقولون : لا إله إلا الله ، ويأخذون الغرائر . وحسب نص آخر : كان أبو ذر رجلاً شجاعاً يتفرد وحده بقطع الطريق ، ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه ، أو على قدميه كأنه السبع . . إلى أن قال : فكان يعترض لعيرات قريش ، فيقطعها ، فيقول : لا أرد إليكم منها شيئاً ، حتى تشهدوا : أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله : فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله ، ومضى بدر ، وأحد ، ثم قدم فأقام بالمدينة . وأسلم على يده نصف قبيلته غفار ، ووعده الباقون بأن يسلموا إذا قدم النبي ( صلى الله عليه وآله ) المدينة . وكان أبو ذر يتأله في الجاهلية ، ويقول : لا إله إلا الله ، ولا يعبد الأصنام ، ويقال : إنه صلى قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة سنوات . الإسراء والمعراج : بعد بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي أثناء المرحلة السرية - ونحن نسميها بمرحلة الدعوة غير الملزمة - والتي استمرت ثلاث ، أو خمس سنوات ، كان - على الأرجح - الإسراء والمعراج إلى السماء ، الذي وردت به أخبار كثيرة . وفي رواياتنا : أن المسجد الأقصى هو في السماء . فعن إسماعيل الجعفي : ‹ قال : كنت في المسجد الحرام قاعداً وأبو جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) في ناحية ، فرفع رأسه إلى السماء مرة ، وإلى الكعبة مرة ، ثم قال : * ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) * فكرر ذلك ثلاث مرات ، ثم التفت إليّ وقال : أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية