responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 111


ويكفي أن نذكر هنا : أن القرآن قد قرر : أن أهل الكتاب * ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) * .
وقال تعالى : * ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ) * .
6 - بقايا الحنيفية في العرب :
وبعد ، فإن مما ساعد على ذلك أيضاً ، وجود بقايا الحنيفية - دين إبراهيم كالحج وآدابه - في الجزيرة العربية ، وفي مكة بالذات ؛ لأن العرب ، وهم أولاد إسماعيل ، قد توارثوا عنه الدين الحق وكانوا يعتزون بذلك ، وقد قال الله تعالى لهم : * ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) * . . ولكنهم على مر السنين بدؤوا يخلطون هذا الحق بكثير من الباطل ، شأن سائر الأمم ، عندما يغشاها الجهل ، وتستبد بها الأهواء ، والانحرافات .
ثم تسرب إليهم الشرك ، وعبادة الأوثان ، ثم الكثير من الأمور الباطلة ، والأخلاق الذميمة ، والفواحش ، حتى أصبحوا في الجاهلية العمياء ، وحتى أدى بهم الأمر إلى الحالة التي وصفها لنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيما تقدم ، غير أن بقية منهم - وإن كانت قليلة جداً - قد بقيت متمسكة بعقيدة التوحيد ، وترفض عبادة الأوثان . وتعبد الله على حسب ما تراه مناسباً ، وقريباً إلى تعاليم دين إبراهيم . ومن هؤلاء عبد المطلب ، وأضرابه ، من رجالات بني هاشم الأبرار . وكان من بقايا الحنيفية تعظيم البيت ، والطواف به ، والوقوف بعرفة ، والتلبية وهدي البدن ، وإن كانوا يطبقون ذلك مشوهاً وممسوخاً ، ويقحمون فيه ما ليس منه . وكانت هذه المعالم تضعف رويداً رويداً ، مع الزمن ، حتى لم يبق منها إلا الأسماء ، والرسوم الشوهاء .

111

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست