الناس إلى تعظيمه ، والحج إليه . وكتب إلى ملك الحبشة : إني قد بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها أحد قط . ولست تاركاً العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه . ورغم أنه زخرفه وفرشه بأفخر ما يقدر عليه ، إلا أن ذلك لم ينفع في صرف الناس حتى اليمنيين عن الكعبة إليه ، فضلاً عن أن يصرف غيرهم أو أهل مكة عن كعبتهم ، واستمر الناس ، وأهل اليمن على الحج إلى مكة . وبعد أن تغوط أحد بني كنانة في كنيسة أبرهة ، غضب ، واندفع إلى مكة في عام الفيل وقال لعبد المطلب : إنه لا يقصد إلا هدم البيت ، فأجابه إن للبيت رباً سيمنعه ، وجرى ما جرى لأبرهة وجيشه وأنزل الله في ذلك : * ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) * . الأصنام ، والكعبة : يذكر المؤرخون : أن بني إسماعيل كانوا لا يفارقون مكة حتى كثروا ، وضاقت بهم مكة ، ووقعت بينهم الحروب والعداوات ، وأخرج بعضهم بعضاً ، فاضطروا إلى التفرق في البلاد ، وما من أحد منهم إلا حمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيماً للحرم ؛ فحيث ما نزلوا ، وضعوه فطافوا به ، كطوافهم بالكعبة ، حتى أدى بهم ذلك إلى عبادة تلك الحجارة . ثم جاء من بعدهم ؛ فنسوا ما كان عليه آباؤهم من دين إسماعيل ، فعبدوا الأوثان . ويقولون : إن عمرو بن لحيّ ، كبير خزاعة ، عندما كان يتولى أمر