نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 86
كان من ذلك العلم بأن قوله فعلي مولاه بعدما تقدم من أخذه إقرارهم بأنه مولاهم مع قوله : فمن كنت مولاه . نص على علي بن أبي طالب ( ع م ) بأنه ولي المؤمنين والقائم بأمر دينهم ، والآمر والناهي فيهم ، إذ قد أجراه مجرى نفسه فيما كان له من الولاية على المؤمنين ، وإنما أردف قوله : فعلي مولاه ، من قوله ودعائه ( اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) تأكيدا لامره إذ لو لم يكن قد جعل أمر الدين موكولا إليه ، ولا كان معصوما لا يزل ، ولا يخطئ فيما اعتمد فيه عليه ، حتى يكون من يخالفه ولا ينصره ويخذله ، ولا يتبع أمره عاصيا مستحقا لما دعي عليه من الخذلان . وعداوة الله تعالى له ، لكان مع جواز التوهم فيه ما يستحق به معاداته ، ويستوجب لأجله خذلانه من المناكير مثل هذا الدعاء من النبي ( ص ) له محالا ، لكونه ظالما لمن يخذله ويعاديه ، لارتكابه ما كان جائزا التوهم فيه لو فعل ، ولكان لا يدعو له بمثل ذلك كما لم يكن أحد من الصحابة يتعلق به من أمر الدين شئ ، ولو لم يكن معصوما لم يدع له بمثل هذا التغليظ . ولما كان هذا الدعاء بمثل ذلك لا يجب إلا لمن يكون معصوما ، موكولا إليه أمر الدين بعده ، حتى يستحق من عصاه ما دعا به عليه النبي ( ص ) ، كان الدعاء له وعلى من خذله حرجا على الأمة في النكوس عن طاعته ، وتضييقا عليه للقعود عن التزام إمامته ، وتأكيدا للنص عليه بالإمامة بعده ، بقوله ( ص ) [1] ( فعلي مولاه ) . إذا علي ابن أبي طالب عليه السلام ، المنصوص عليه في الإمامة هو الامام .