نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 72
وكان لو كان لا يكون بعد الرسول إمام بعد إمام يحفظ رسائل الله وأمره ، ونهيه ، ويلقيها إلى من يجئ إلى الكون من الأمم على صيغتها ما رآه بعدله من الاعلام والانذار مختصا به قوم الرسول وأهل عصرهم من دون من يولد بعدهم من الأمم ، وكان إذا اختص بالأعلام والانذار قوما دون قوم بطل عدل الله تعالى مع الجزاء العام ، وجب من تمام عدل الله وثبوته أن يكون بعد الرسول ( ص ) أبدا إمام يقوم بإعذار أهل زمانه ، وإنذارهم ، وتبشيرهم ، وتحذيرهم ، لئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ، إذا مضى واحد قام مقامه واحد بأمره ونصه ، إذا الإمامة واجبة . البرهان الرابع عشر : لما كان موجودا [1] من حكمة الباري تعالى كبرياؤه أن كل ما خلقه غير عالم ولا قادر ، قد وكل به عالما قادرا يحفظه ويرعاه على هيئة ولولاه لتعطل ، وقرنهما مثل العالم الكبير الذي هو الدنيا بأفلاكها ونجومها وأركانها التي خلقها غير عالمة ولا قادرة ، فوكل بها ملائكة مقربين يحفظون نظامها ، وقرن بينهما ، ولهم العلم والقدرة ولولاهم لتعطلت ، ومثل العالم الصغير الذي هو شخص البشر بأيديه ، وأرجله ، ورؤوسه ، وأحشائه ، الذي خلقه الله تعالى غير عالم ولا قادر فجعل أمره إلى النفس تسوسه وتحفظ نظامه إلى الوقت المقدر له ، وقرن بينهما . وهي عالمة قادرة ، ولولاها لتعطل كما يتعطل إذا فارقته ، وكان ما جاء به سيد الأنبياء وخاتمهم محمد ( ص ) عن الله تعالى من الشريعة عالما برأسه ، وكان هذا العالم عالم الوضع بما يجمعه من الصلاة ، والزكاة ، والحج ، وغيرها ، صورة أعمال والأعمال أفعال ، والافعال غير عالمة بذاتها ، وجب في الحكمة من حيث وجب حفظها ، ولا