نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 58
البرهان الثاني : لما كان للموجودات الواقعة تحت الوجود خالق ، وكان البشر من جملتها مختصا [1] بالتميز والثواب والعقاب ، حكم العقل بأن يكون باحثا عن معرفة خالقه ومصالحه . لما كان العقل موجبا على البشر معرفة خالقه ، وكان لا سبيل له إلى أن يعرف أن خالقه هل هو محسوس فيطلبه ، أو معقول فيبحث عنه ، وكان ذلك مؤديا إياه إلى الحيرة والضلال ، وجب من تمام الرحمة أن يكون الله تعالى لما كان ممتنعا عن الرؤية فيتولى بذاته [2] هدايتهم إلى المعارف به فيما بين البشر ، واسطة بينه وبينهم يهديهم ، ويعرفهم معرفة خالقهم . والواسطة هو المتولي لأداء المعارف التي هي الرسالة ، إذا الرسالة واجبة . البرهان الثالث : لما كانت الأنفس في ابتداء نشوئها غير عالمة بذاتها ، وكانت للآخرة أنشأت [3] التي هي دار الجزاء ، وكانت هاتيك الدار مع جلالتها واحتوائها على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر غير مرئية فتراها وترغب فيها ، وجب من تمام رحمة الله تعالى أن يكون لها باعث يعلمها خيرها ويرغبها في خيراتها ، ويعبر عنها بالمحسوسات ليقرب إلى الافهام تصورها ، والباعث هو الرسول المؤيد . إذا الرسالة واجبة . البرهان الرابع : لما كان كل شئ لا يتحد بحد شئ فهو مبائن منه مفارق له ، وكان ما يتحد بحد غيره فهو في أفقه ومن جملته وصورته ، وكانت الأنفس مصيرها إلى العالم النفساني بطاعتها لله
[1] سقطت في ( ع ) . [2] سقطت في ( ش ) . [3] في ( ع ) أنشئت .
58
نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 58