نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 57
المصباح السابع في إثبات الرسالة ووجوبها البرهان الأول : لما خلق الله تعالى الخلق ولم يجعل نوع البشرية في معرفة ما يحتاج إليه مثل البهائم والطيور ، وغيرها من أنواع الحيوان التي تعرف مصالحها ومعارفها من ذاتها بالطبع كالوزة [1] في السباحة ، والفروخ في النقر ، والخطاف في طلب حجر اليرقان ، إذا رأى بفرخها صفرة لون بل جعله محتاجا إلى التعليم مثل ما نشاهده من حال الطفل الذي لولا تعليم أبويه إياه والمعلمين لكان لا يعرف شيئا ، ولا يعدو البهائم . وكانت الأنفس عاطلة الذات رذلة بخلوها من المعارف وهي متهيئة لقبول ما يفاض عليها ، ويشرف عنصرها وكان تركها على حالتها هذه مع تهيؤها للقبول لا من الحكمة ، وجب من حيث وجوب فعل الحكمة على الحكيم وكونه غير مرئي الإفاضة على أكثرها تهيؤا وأقربها إلى القبول جوهرا ، فيكون القابل بقبوله ذلك الفيض قائما مقام الحكيم المفيض تعالى في التعليم ، والهداية ، وإفاضة الفيض هي إرسال الرسل ، والمفاض عليه هو الرسول ، إذا الرسالة واجبة .