ولو أعرضنا عن جميع تلك النصوص وضربنا عنها صفحاً ، وعُدنا إلى أحاديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما جاء عنه فيمن أخاف مسلماً ومن روّع مؤمناً ، فقد قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : من روّع مسلماً روّعه الله يوم القيامة [1] . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من روّع مؤمناً لم يؤمن روعته يوم القيامة ، ومن أخاف مؤمناً لم يؤمن خوفه يوم القيامة ، ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام الخزي والذلّ يوم القيامة » [2] . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة » [3] . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من سوّد مع قوم فهو منهم ، ومن روّع مسلماً لرضاء من سلطان جيئ به يوم القيامة معه » [4] . هذه أربعة أحاديث نبوية فصيحة صريحة في عقوبة المعتدي بالإخافة والترويع ، فهل يعقل انّ عمر ومن جاء معه وكلّهم معدودون من عليّة الصحابة لم يسمعوا واحداً من هذه الأحاديث ؟ وإذا لم يسمعوا ذلك فأحرى بهم انّهم لم يسمعوا الحديث القدسي : « من أخاف لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة » [5] وماذا رأي ابن تيمية في ذلك ؟ ! فهل كان ثمة ترويع لأهل البيت يوم جاء عمر بقبس من نار إلى بيت فاطمة عليها السّلام ليحرقه على من فيه ؟ وإن أنكر ذلك ابن تيمية ، فلماذا صاحت
[1] - مسند الربيع بن حبيب 2 : 69 . [2] - كنز العمال 7 : 437 ، الكامل لابن عدي 6 : 323 . [3] - مجمع الزوائد 6 : 254 . [4] - تاريخ بغداد 10 : 41 . [5] - كنز العمال : ح 1680 .