بالله هل دفعتها إليهما بذلك ؟ قال الرهط : نعم ، ثم أقبل على علي وعباس فقال : أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك ؟ قالا : نعم ، قال : فتلتمسان منّي قضاءً غير ذلك ؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك ، فإن عجزتما عنها فادفعاها إليَّ فإنّي أكفيكماها [1] . الصورة الثالثة : في باب مناقب قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومنقبة فاطمة عليها السّلام بنت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة » [2] ، قال البخاري : حدّثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدّثني عروة بن الزبير ، عن عائشة أنّ فاطمة عليها السّلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما أفاء الله على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تطلب صدقة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم التي بالمدينة ، وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لا نورّث ما تركنا فهو صدقة ، إنّما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإنّي والله لا أغيّر شيئاً من صدقات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التي كانت عليها في عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتشهّد عليّ ثم قال : إنّا عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ، وذكر قرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وحقهم ، فتكلّم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي .
[1] - لقد قال عمر فيما قال : ثم توفى الله نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فقال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقبضها . . . وقال أيضاً : ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا وليّ أبي بكر فقبضتها سنتين . . . ، فمن حق السائل أن يسأل كيف صدّق الصحابة الحضور وصادقوا على قول عمر : أبو بكر وليّ رسول الله ، وعمر وليّ أبي بكر ، وفهم الجميع عموم الولاية ، ولم يفهموا جميعاً ذلك العموم من قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في غدير خم : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » وفي لفظ : « من كنت وليّه فعلي وليّه » وهذا ما قاله في أكثر من مورد ، ورواه أكثر من واحد ، وأخرجه أكثر من عشرين حافظاً فيما أحصيت ، أمثال ابن حبان في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه ، والبيهقي في سننه ، والنسائي في خصائصه ، والطبراني في معجمه الكبير ، وغيرهم وغيرهم . [2] - صحيح البخاري ، باب مناقب قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم 5 : 20 .