responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحسن السبط مولود أم سقط نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 501


ورحم الله علي بن الفارقي مدرس العربية ببغداد ، وقد سأله ابن أبي الحديد فقال : قلت له : أكانت فاطمة صادقة في دعواها ؟ قال : نعم ، قلت : فلم لم يدفع إليها أبو بكر فَدَك وهي صادقة ؟ فتبسم ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها اليوم فَدَك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غداً وادعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته عن مقامه ، ولم يكن يمكنه الاعتذار والمدافعة بشيء ، لأنّه يكون قد سجل على نفسه بأنّها صادقة فيما تدّعي ، كائناً ما كان من غير حاجة إلى بيّنة ولا شهود [1] .
وقفة ايضاح واستيضاح :
لابد للباحث عن الحقيقة ، من معاناة البحث مهما تكثّرت المصاعب مما يعترض طريقه ، وحديث : ( لا نورّث ما تركنا صدقة ) الذي رواه أبو بكر محتجاً به دفع مطالبة الزهراء عليها السّلام بفدك نحلة وميراثاً ، قد جرى عليه تحوير وتزوير ، سواء في رواته أو روايته ، وحتى فيما جرى الاختلاف والنقاش في قراءته .
ومهما تهضّمنا تزوير الرواة عدداً ، فلا يسعنا ذلك في تعدد روايته ، ولابدّ لنا من استبيان الصحيح في قراءته ؛ لأنّ الاختلاف بين أنصار الخلافة وأنصار الإمامة ، أحدث جدلاً في الحوار العقائدي ، لا تزال مصادر التراث عند الطرفين تحتفظ بنماذج تتأرجح بين المكابرة والمصابرة ، ويجد الباحث ذلك جليّاً عند من قرأ كلمة ( صدقةٌ ) بالرفع ، كما هو شأن أنصار الخلافة ليتم لهم ما أراد أبو بكر من حجة الدفع ، أمّا من قرأ الكلمة ( صدقةً ) بالنصب ، كما هو شأن أنصار الإمامة ليتم لهم ما أرادوا من دفع الدفع .
وهكذا بقيت المكابرة تدفعها المصابرة في حدود الحوار العلمي ، ولم يكن



[1] - شرح النهج لابن أبي الحديد 16 : 284 .

501

نام کتاب : المحسن السبط مولود أم سقط نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست