والقائل هو العيني هذا لا أصل له ولا يثبت به رواية أنّها ادعت ذلك ، وإنّما هو أمر مفتعل لا يثبت . أقول : وهذا من أغرب الغرائب وأعجب العجائب فالعيني إنّما كتابه هو شرح لصحيح البخاري ، وهو قد ذكر مطالبة الزهراء عليها السّلام لأبي بكر بفدك فأبي أن يعطيها إياها فهجرته حتى ماتت وهي واجدة عليه ، فكيف عميت عين العيني عن رؤية ذلك . ولعل ابن أبي حاتم في علل الحديث [1] أكثر إنصافاً حين قال : سألت أبي وأبا زرعة ، عن حديث رواه سعيد بن خيثم ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : لما نزلت هذه الآية * ( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) * دعا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة فجعل لها فَدَك ؟ فقالا : إنّما هو عن عطية قال : لما نزلت مرسل ، قال : ليس فيه ذكر أبي سعيد ، قال أبو زرعة : حدّثنا أبو نعيم ، عن فضيل ، عن عطية فقط قال : لما نزلت ليس فيه ذكر أبي سعيد . وأخيراً تبقى مسألة فَدَك وغصبها شاهد صدق وعدل على ما لحق بسيدة نساء العالمين من حيف وظلم ، ألا لعنة الله على الظالمين . ما ذكره نور الدين الهيثمي : الثلاثون : نور الدين الهيثمي ( ت 807 ه ) فماذا عنده في مجمع الزوائد ؟ النص الأول [2] : عن عائشة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « ستة لعنتهم ولعنهم الله ، وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله عزّ وجلّ ، والمكذب بقدر الله عزّ وجلّ ، والمستحل حرمة الله ، والمستحل من عترتي ما حرّم الله ، والتارك للسنّة » ، رواه الطبراني في الكبير ،
[1] - علل الحديث 2 : 57 . [2] - مجمع الزوائد 1 : 176 .