تكرر ذكره في الخبر خمس مرّات ، بينما ترضّى عن صاحبه أبي بكر ثلاث مرّات ، وليس هذا بشيء إزاء شنعته الصلعاء حين نفى عصمة الصديقة الزهراء عليها السّلام ، مع سوء أدب وقلة حياء . . . . ولو كان ممن آتاه الله فهماً في كتابه ، لما عمي عن مدلول آية التطهير وشأن نزولها ، وتأكيد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على تعيين أصحابها وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها [1] ، ولا عن مدلول آية المباهلة ، ولا عن آية المودة . ولو كان لديه قلة حياء لما تعامى عن أقوال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نحو قوله : « فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني » [2] . وقوله الآخر : « فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها » [3] . وقوله الثالث : « إنّ الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاكِ » [4] . وقوله الرابع : « فاطمة بضعة منّي يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها » [5] . وقوله الخامس : « قال لعلي عليه السّلام : أوتيتَ ثلاثاً لم يؤتهنّ أحد ولا أنا ، أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثله ، وأوتيتَ زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها
[1] - راجع كتاب ( علي إمام البررة ) 1 : 371 408 . [2] - صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب مناقب قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومنقبة فاطمة ، وله عدّة مصادر اُخرى : منها خصائص النسائي : 35 ، وذكره المناوي في فيض القدير 4 : 421 ، وقال : استدل به السهيلي على أنّ من سبّها كفر ، لأنّه يغضبه ، وأنها أفضل من الشيخين . [3] - صحيح البخاري في كتاب النكاح ورواه غيره ، راجع كتاب علي إمام البررة 2 : 168 230 و 280 . [4] - أخرجه الحاكم في المستدرك 3 : 53 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه ابن الأثير في اُسد الغابة 5 : 522 ، وابن حجر في الإصابة 8 : 159 ، وفي تهذيب التهذيب 12 : 441 ، وابن عدي في الكامل 2 : 351 في ترجمة الحسين بن زيد العلوي ، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 1 : 221 ، ورواه ابن عساكر في تاريخه 1 : 299 ، والمتقي الهندي في كنز العمّال . [5] - مسند أحمد 4 : 323 ، ومستدرك الحاكم 3 : 158 .