بقسمته ، ثم رأى أنه لو تركه لهم جاز ، والجهلة يقولون انّ الصحابة هدموا بيت فاطمة ، وضربوا بطنها حتى طرحت ، أفيسوغ في عقل عاقل انّ صفوة الأمة يفعلون هذا بابنة نبيّهم لا لأمر ، فلعن الله من وضع هذا ومن افتعل الرفض . أقول : ما دام الرجل لا يستحي من الكذب ، وقد لعن من وضع هذا ومن افتعل الرفض ، فمن حقنا نحن أيضاً أن نقول : لعن الله من تعمّد الكذب ومن أسس النصب ، ولقد مرّ ما يتعلق برد العذر البارد والتافه من أنّ كبس البيت كان لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي أمر بقسمته ، فلا حاجة إلى أعادته . ما ذكره الصفدي : الثامن والعشرون : الصفدي ( ت 764 ه ) فماذا عنده ؟ وليعلم مسبقاً انّه نسج على نول الذهبي ، وطرّزه بما يلي : النص الأول : قال في ترجمة إبراهيم بن سيّار النظام من شيوخ المعتزلة [1] : ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة ، وقال : نص النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على أنّ الإمام عليّ وعيّنه ، وعرفت الصحابة ذلك ، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر . حسب القائل أن يقول : صدق النظام في دعوى النص ، ويوم الغدير شاهد على الملأ الإسلامي يومئذٍ ، وقد سلّم الشيخان على الإمام كما مرّ بإمرة المؤمنين [2] . النص الثاني : قال في نفس الصفحة : وقال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسّن من بطنها .
[1] - الوافي بالوفيات للصفدي 6 : 17 . [2] - قال المناوي في فيض القدير 6 : 218 ط 1 سنة 1357 مطبعة مصطفى محمد نقلاً عن ابن حجر في ذكر حديث الغدير : ( ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا - فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .