ومما يؤكد أنّ البيت لفاطمة عليها السّلام ، ما ذكره الزمخشري في الفائق [1] أنّ معاوية قال يوم صفّين : آهاً أبا حفص : قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطَب هي كلمة تأسّف ، وانتصابها على إجرائها مجرى المصادر ، كقولهم ويحاً له . . . ، الهنبثة : إثارة الفتنة ، وهي من النبث ، والهاء زائدة ، ويقال للأمور الشدائد : هنابث . يريد ما وقع الناس فيه من الفتن بعد عمر ، وهذا البيت يعزى إلى فاطمة . انتهى . النص الخامس : مما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [2] ، بسنده أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي : « ستلقى بعدي جهداً » ، قال : « يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ » ، قال : « نعم ، في سلامة من دينك » . وهذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك [3] عن ابن عباس ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه على تخريجه ورمز له : ( خ م ) يعني : البخاري ومسلم . وأخرجه غير أولاء ، وحمله بعضهم مفسراً له بما عاناه الإمام عليه السّلام في الحروب الثلاثة : الجمل وصفّين والنهروان ، وهو كذلك . إلاّ أنّ البعَدية في لفظ الحديث تشير إلى ما أصابه بعد فقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم من غدر الأمة به ، كما رواه أبو إدريس الأودي عن علي قال : « إنّ مما عهد إليّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الأمة ستغدر بي بعده » .